الأربعاء، 14 أكتوبر 2009


النواح علي اليونسكو أحمد القاعود
2009/10/05
هل خسرت مصر بخسارة فاروق حسني في تولي رئاسة هيئة دولية تابعة للأمم المتحدة؟ هذا السؤال الذي طرح نفسه بعد خسارة فاروق حسني في انتخابات المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة المعروفة بـ'اليونسكو'، تردد في الأوساط الثقافية والإعلامية كثيرا فالبعض رأى أن مصر ومعها العوالم العربية والإسلامية والجنوبية هي الأخرى خسرت مع حسني، لكن هناك أيضا من رأى أن الهزيمة لا تطول مصر وإنما تطول الوزير 'الفنان ' ومعه النظام الحاكم الذي رشحه. وكان من بين من رأوا أن الخسارة هي مؤامرة غربية صهيونية كبرى على الدول العربية والإسلامية وسائل الإعلام الحكومية وعلى رأسها الصحف الحكومية، فهذه الصحف راحت ترثي المنصب الذي كان برأيها يستحقه الوزير المصري، وأخذت المقالات والتحقيقات والمتابعات تتوالى حول الصراع بين الجنوب والشمال والغرب والشرق وغيرها من المصطلحات التي تستخدم في الأحداث القومية، حفلة الندب والنواح التي شنتها هذه الصحف، لم تتطرق أبدا إلى أمور قد تكون سبباً رئيسياً في خسارة 'الفنان' وعلى رأسها وضع مصر الدولي وقدرتها على التعامل الدبلوماسي والسياسي مع الأطراف المختلفة، فرغم أن الرئيس مبارك يدعي أن علاقته جيدة بزعماء غربيين عدة، إلا أنهم جميعا خذلوه ورفضوا الوقوف بجانب مرشحه على موقع اليونسكو، الصحف تجاهلت أيضا تاريخ فاروق حسني، ودوره في الثقافة المصرية، وحكمه بقبضة من حديد أوضاع الثقافة المصرية ومثقفيها، لكنها وخلال تغطيتها لحملته قبل الانتخابات، لم تقم بالتعرض إلى كون الوزير الذي كان قد صرح من قبل بأنه مستعد لحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة في المكتبات المصرية قد تراجع عن تصريحه وراح يستميل اليهود والصهاينة في مختلف بقاع الأرض حتى يحظى بتأييدهم أو ضمان حيادهم قدر الامكان، ووقتها لم يقم مثقفو الحظيرة الذين كانوا نتاج ثقافة فاروق حسني وإعلام صفوت الشريف بأي انتقاد لانكسار الوزير بصورة مهينة له وللدولة صاحبة الحضارة التي يمثلها والثقافة التي ينتمي إليها، بل راح البعض يفرد الصفحات لأولئك المثقفين 'الهالوك' المستفيدين من عطايا الفنان للدفاع عن وجهة نظره والترويج لوزارته بأنها هي من قامت بحماية التراث والآثار اليهودية في مصر وحافظت عليها، واكتفت هذه الصحف بالدخول في حملة التأييد بصورة عمياء لم تمارس بها ادنى دور للنقد، واكتفت بنقل أراء بعض المؤيدين من هنا أو هناك، ولم تشر إلى أن هناك اعتراضات عالمية ومؤامرات، على المنصب لحجبه عن وزير لمجد تصريح اعتذر عنه مرارا وتكرارا، فكبار الكتاب الحكوميين قام كل واحد منهم بالكتابة عن معركة اليونسكو دون ذكر أي شيء مما تقدم وكان المؤامرة كانت فقط من قبل إسرائيل ولم يذكر أي منهم أنها متعلقة بوضع مصر ولم يخض احدهم فيما اقترفه الوزير في حق وطنه وتقديمه التنازلات ووعده بالحوار بين الحضارات ونشر التطبيع الثقافي مع دولة حديثة لا ثقافة لها من الأساس، لكن الغريب في الأمر هو تجاهل هؤلاء الذين أيدوا تنازلات فاروق حسني قبل الانتخابات، لتصريحاته التي أعلن فيها الحرب على إسرائيل بعد الهزيمة، وكأنه كان سيكون عبدا للصهاينة إذا ما تم انتخابه، بصورة جعلت مصر العظيمة تبدو حقيرة في نظر الكثيرين بعد تراجع الوزير وأبواقه الإعلامية بصورة مخزية ثم انقلابهم فجأة على العدو الإسرائيلي وتحميله الفشل في انتخابات لم ولن تفيد مصر إذا ما فازت بها. وإذا ما نظرنا في الأمر فإننا سنجد بسهولة انه ليس غريبا على صحف لا رأي لها أو اتجاه فكري محدد سوى ما يتم توجيهها به. ' صحافي مصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق