الأحد، 19 سبتمبر 2010

البرادعي لـ'القدس العربي': كسرنا حاجز الخوف والشعب هو المخلص لست رئيسا للجمعية الوطنية وسأواصل السفر لأن لدي ارتباطات دولية كثيرة
أحمد القاعود

2010-06-07




القاهرة ـ 'القدس العربي' قبل سفره الى الخارج التقته 'القدس العربي' في بيته الذي يقع على طريق مصر اسكندرية الصحراوي، وبالقرب من اهرامات الجيزة، كان مرحا وبشوشا، يحاول ان يشارك الشعب لكن لا يريد ان يقوده، وهذا ما جعل الكثير من المصريين المتحمسين يغضبون منه ويتهمونه بانه لا يأتي لمصر الا لاحداث حراك فقط، لكنه لا يرغب في قيادة معركة التغيير، لكنه يرى ان الشعب عليه ان ينسى فكرة المخلص، وان يغير بنفسه، كلهم في ذلك سواء.
- هناك انتقادات كثيرة موجهة اليك لعدم استقرارك في مصر وسفرك الدائم عنها؟
- هذا نتيجة عدم فهم لدوري الذي احاول ان اقوم به في اطار تغيير النظام السياسي نحو نظام ديموقراطي، عندما رجعت الى مصر ذكرت انني ساشارك في العمل السياسي من اجل اصلاح النظام الديمقراطي واعتقد انه لا صلاح للمستقبل السياسي لمصر بدون ديمقراطية فهي في النهاية كما اذكر دائما المدخل للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والعدالة الاجتماعية وهذا امر اصبح بديهيا في كل العالم، ولم اطلب ان اكون قائدا في معركة التغيير، هناك الكثير من الشعب التف حول مطالبي بالتغيير وبالطبع اقدر لهم تأييدهم وانما كلنا نعمل لصالح مصر، المسألة ليست شخصية بل لصالح الوطن المصري، وعندما جئت طالب بعض الذين جاؤوا ليقابلوني لتكوين اطار سياسي او شعبي واطلقوا عليه اسم الجمعية الوطنية للتغيير، وفي وقتها قلت انا سأكون معهم، وهذا بالطبع يعيد المطالب السبعة التي ذكرت وساكون راعيا وفي مقدمة الجمعية، لكنني لم اذكر انني ساكون رئيسا لهيكل تنظيمي لجمعية، ولسنا حزبا فهذه الجمعية مفتوحة لكل شخص في الشعب المصري للانضمام وتاييد مطالب التغيير فاعضاؤها الان اكثر من 60 الف مواطن.

التغيير فكر وليس شخصا

ـ لكن غالبا يتطلع الناس لوجود قائد؟
- دائما اقول ان التغيير فكر وليس شخصا، ففي نهاية المطاف امل ان تكون الجمعية كل الشعب المصري فاذا كانوا يطلبون مني قيادتها فاستطيع ان اؤدي، لكن لدي مسؤولياتي وارتباطات دولية كثيرة، وبقدر الامكان احاول ان أوفي كشخص له مصداقية بمسؤولياتي الدولية، وليس معنى هذا اني اصبحت سياسيا محترفا واترك جميع اعمالي الدولية وساذهب بعد قليل الى لندن ساقضي يوما مع المصريين بالخارج، انا في موقع منذ سنوات اشارك في عمليات خاصة بالامن الدولي وعمليات خاصة بالعدالة الدولية وكل هذا يصب في مصلحة مصر فكون غيابي شهرا او اكثر من شهر في المرحلة القادمة كان بسبب ارتباطات مسبقة.
ـ لكن كثرة غيابك سبب مشكلة داخل الجمعية؟
ـ هذا غير صحيح فالجمعية بها 60 او 70 الف شخص.
ـ لكن غالبا ما يظهر في الصورة ان الجمعية هي شخص الدكتور محمد البرادعي ومعه مجموعة من النشطاء، هم في كل محفل تقريبا؟
- الناشطون الموجودون حولي متطوعون لم ينتخب منهم احد فلسنا حزبا.
ـ لكنهم يسعون لتقودهم؟
- سأسعى بقدر الامكان ولم اذكر في اي يوم انني سأخلي مسؤولياتي، فهذا بلدي فانا لدي ارتباطات مسبقة قبل ان آتي الى مصر وكنت اخطط الى هذا، ولا بد على الاقل ان انتهي من هذه المسؤوليات وهي لا تتعلق بجوائز واحتفالات، فهي عضو مجلس ادارة جمعيات فعندما كنت في افريقيا الاسبوع الماضي قابلت 15 رئيسا افريقيا وتكلمنا عن مستقبل افريقيا، ونحن جزء منها.
ـ لكن الشعب يتطلع اليك؟
- الشعب عليه ان يعلم انه يجب ان يساعد في عملية التغيير فكلما اعطاني الشعب زخما وصلاحية بالتوقيع على بيان التغيير استطعت ان اقوم بالتغيير.
ـ لكن هناك صعبوبة؟
ـ لا اعتقد فمع وجود شخصيات كثيرة موجودة في الجمعية، فالتغيير فكر وليس شخصا.
ـ لكن في مصر يبحثون عن شخص؟
- هذا بالضبط ما اود ان اغيره فالتغيير لا يجب ان يقوم على شخص وانما بناء مؤسسات، وهناك عدم فهم من بعض الناس فالتغيير فكرة، وساعمل لاجلها سواء داخل مصر او خارج مصر ولي مسؤوليات اقوم بها ولم اتعهد باني اصبحت سياسيا محترفا، ولست كذلك وانما انا كمواطن اشارك في عملية التغيير، عندما يطلب الشعب مني ذلك ساقوم بما استطيع ان اقوم به.

سأحتفظ بدوري الداخلي
ومسؤولياتي الدولية

ـ ايهما اهم دورك الداخلي ام المسؤوليات الدولية؟
- لا اود أو لا استطيع ان اتخلى عن الاثنين، فالمصري قد يحاول اخلاء مسؤوليته، فالتغيير لن يتم من قبل شخص واحد ولا بد لكل مصري ان يعلم انه مطلوب منه ان يشارك في التغيير، لا بد ان ارى مئات الالاف والملايين يؤيدون هذا التغيير، وهذا لم يحدث لكننا كسرنا حاجز الخوف الذي مازال موجودا في مصر، وخلال عدة اشهر استطعنا ان نغير هذا واصبح المصريون يتكلمون ويفهمون دور السياسة في مستقبلهم، وان هناك بدائل لتولي المسؤولية في مصر فكل هذا تحقق الى جانب مشاركاتي الدولية ومشاركاتي في مصر ومع الاعلام وغيره، لكن لا بد ان يعلم الشعب المصري كله ان يشارك سواء كنت موجودا او لا، يجب ان الا يرتبط التغيير بشخص.

المشكلة داخل الجمعية

ـ ما حقيقة المشكلة داخل الجمعية؟ هناك من هدد بالانسحاب؟
ـ من يود ان ينسحب ينسحب، لسنا حزبا هذا اطار غير رسمي، شعبي، هناك 70 الف عضو.
ـ أليس هناك صعوبة بدون هيكل او اطار تنظيمي؟
- لا نستطيع لاننا لسنا حزبا وليس لدينا قدرة لامتلاك مقر او يكون لنا تمويل او اقامة مؤتمر شعبي، ويجب ان نفهم الصعوبات الموجودة في اطار قانون الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات الموجودة في مصر في الوقت الحالي، فهذا اطار شعبي فكل من هو في الجمعية يؤيد المطالب.
ـ ولكن كيف ستعملون؟
- هناك متطوعون شباب وهم اكثر الناس عملا في الوقت الحالي وهم الذين ينزلون القرى ويحثون الناس على التاييد، والتوعية، وانا اقوم بما استطيع به من خلال الاعلام والزيارات، وهناك كثير من المتطوعين من كافة الاعمار وهناك منسقون من المحافظات، ويقدم كل منهم ما يستطيع، اما اذا اختلف بعض الاشخاص في طريقة اداء العمل فاقدر وجهة النظر اذا كانت مخالفة، اما اذا ايد فارحب به، فلدي اسلوب عمل ولم اطلب من احد ان ينضم للاطار الشعبي والمسألة لا يجب ان تشخصن، ولا تقتصر على شخص واحد يغير بدون ان يغير الشعب نفسه.
ـ هل سيكون مصير الجمعية مثل الاحزاب السياسية؟
ـ لا امل هذا فلدينا الكثير من الشباب 15 الف متطوع يعملون وينزلون الى الميادين ولا اود ان نكرر تجربة الاحزاب، اما اذا حصل اختلافات في الراي وانقسامات في بداية المرحلة فهذا أمر طبيعي.
ـ لكن معظم الشباب يعمل مع البرادعي؟
ـ والبرادعي يعمل معهم فلست مرشحا للانتخابات انا مطالب بالتغيير.
ـ اذن الفكرة الرئيسية التغيير؟
ـ سادخل السياسة اذا تم تغيير كل المسار السياسي وهذا موقفي، ولن يتغير ولن ادخل اي انتخابات.

ضحك على العقول

ـ اليست شروطا صعبة؟
ـ هذه ليست شروطا، هذا ضحك على العقول عندما نقول ان هذه شروط فهذه بديهيات لاي نظام ديموقراطي، لن ادخل في لعبة مصطنعة لا تتمتع بالشرعية اللازمة لماذا لا يكون هناك رقابة قضائية، واشراف دولي فمصر ترسل مشرفين لانتخابات السودان منذ اسبوعين على سبيل المثال، لماذا لا نقبل بوجود مشرفين دوليين للتاكد من نزاهة الانتخابات، لماذا لا يكون لسبعة ملايين مصري في الخارج حق التصويت، فهذه الامور تصور من قبل الحزب على انها شروط، فهذه بديهيات، لا يكون حق الترشيح مفتوحا لكل من يري في نفسه الاحقية.
ـ اليس من الصعب التغيير لمجرد ان شخصا طالب به، والافضل ان تدخل اللعبة؟
ـ لن العب لعبة اعرف نهايتها مقدما ولن أدخل في حزب ليس حزبي فهذه عملية نفاق سياسي.
ـ لكن هناك احزابا قريبة منك مثل الوفد؟
ـ قد اكون قريبا منهم لكن اذا دخلت في عمل سياسي حقيقي لا بد ان يكون لي حزبي، ولن اذهب الى لجنة شؤون الاحزاب برئاسة الحزب الحاكم، ولا بد من مرور خمس سنوات لترشح في الانتخابات، هذا القطار لن ادخل فيه، ولن ادخل العمل السياسي، وانا اقدر ان الديموقراطية تقوم على الاحزاب ومن وجهة نظري لن ادخل في عملية يشوبها الكثير من الشوائب، فالحزب الحاكم لم يقدم حجة واحدة بعدم تقديم هذه الضمانات بل يطلق عليها 'شروط'.
ـ هل تخاف من المنافسة؟
- لا اخاف، ولم اذكر انني ساكون مرشحا ولم اود ان اكون كذلك ولم اذكر انني ساتي لاقود معركة التغيير بل ذكرت انني كمصري ساتي لاشارك في عملية التغيير، فالمنافسة غير واردة على الاطلاق، وكل الناس قادرة على الحكم على الامور، اذا كانت المنافسة مشروعة، فعندما رايت انتخابات الشورى المحاكم حكمت بتزوير الانتخابات، في الكثير من الدوائر ومع ذلك تمت الانتخابات، الانتخابات ستنتهي باغلبية ساحقة للحزب الوطني، وبالتالي ليس هناك معارضة حقيقية وفي تصوري سيتم ذلك في مجلس الشعب ولن يحدث تغيير، فهي انتخابات ليس لها مصداقية ولا يمكن ان اشارك فيها ولا اؤيدها، لانها ستؤدي الى شخص من الحزب الوطني يحل محل شخص من الحزب الوطني، عندما يكون البرلمان حزب المعارضة الرئيسي يملك 1 ' من الاصوات، لا تستطيع ان تتكلم على نظام ديمقراطي.
ـ لكن هناك نوابا من الاخوان؟
- غير معترف بهم، وهذه مشكلة اخرى، ودخلوا المجلس ليس كحزب وانما مستقلين وذكرت انهم طالما يتفقون على العمل في اطار دولة مدنية لا بد ان يعترف بهم ويكون لهم حق تكوين حزب ولا يطلق عليهم جمعية محظورة فهذه كلها تشوهات في العمل السياسي المصري.
ـ اذا كنت لن تترشح في الانتخابات فمن تراه قادرا على هذا؟
ـ اذا استمر هذا الاطار وغابت الضمانات وبقي التقييد الموجود حاليا فمن وجهة نظري انه لا يجب ان يترشح الى هذه الانتخابات، وينظر الى الانتخابات انها نظم انتخاب لحزب واحد.
ـ لكن اذا طلب منك ان تختار أحدا؟
ـ لا استطيع ان اتكلم في هذا فكما ذكرت هذه عملية معروفة نتيجتها في الاطار الحالي فكما يقولون انني العب في اطار القواعد الموجودة فسالعب اذا كان اطار الملعب مستويا بالنسبة للمرشحين في الاعلام وغيره، لكنه غير مستو على الاطلاق.
ـ هل تؤيد عمرو موسى للترشح للرئاسة؟
ـ كل شخص له الحق ان يقدر ما يراه، هل سيكون جزءا من ديكورسياسي أم لا، وهل ستكون هناك انتخابات حقيقية ففي رايي اذا لم تتغير القواعد فنحن نتكلم عن ديكور سياسي نعطيه شكل الانتخابات، والنتيجة معروفة مقدما وليس هناك معارضة حقيقية، فلكي تتكلم عن المعارضة لا بد ان يكون عندك 30 او 40 ' او ائتلاف حاكم وكل هذا غير موجود.

جمال مبارك

ـ كيف ترى جمال مبارك؟
ـ انا لا اتكلم عن اشخاص معينين بل اتكلم عن سياسات وليس يعنيني من سيترشح وانما كيف سيترشح وعلى اي اطار سيحكم فالدستور المصري الحالي مليء بالتشوهات يعطي سلطات مطلقة لرئيس الدولة، والقضاء يشوبه عدم الاستقلالية والسلطة التشريعية غير مستقلة ولا زلنا نعيش في نظام الحزب الواحد، فرغم الحديث عن التغيير وأنه يوجد 30 حزبا، فلا شخص مصريا يعرف اسماء هذه الاحزاب، ويجب ان نطرح سؤالا على انفسنا اذا كنا صادقين، هل نود ان نعيش في ظل نظام ديمقراطي ام لا، فالمرأة لا نستطيع ان نقول انها نصف حامل، فاما نظام ديمقراطي او لا، فاذا كنا نعيش في نظام الحزب الواحد فلنقل ذلك، فنحن عشنا في ظله عقودا ولا يجب ان نأخذ من الديمقراطية هيكلها ونسلبها مضمونها، فلن ادخل في هذا فقواعد الملعب غير مستوية والانتخابات ليست لها مصداقية، والدليل ما رأينا في مجلس الشورى، على سبيل المثال يعين رئيس الجمهورية 30 ' من اعضائه.
ـ هل لهذا المجلس ضرورة؟
ـ له ضرورة اذا كان قادما من انتخابات حقيقية وسليمة، ولا يوجد مجلس تشريعي واحد في العالم يعين رئيس الجمهورية 30 ' من اعضائه وهذه كلها تشوهات، ولذلك لا بد للشعب أن يحلم ويخطط بنفسه ويقوم بالتغيير وساكون موجودا ساذهب وساعمل وساوعي ومعي الكثيرون وفي نهاية المطاف اذا ما كسر الشعب حاجز الخوف واليأس سيتحقق له.

العشوائيات

ـ متى سنرى البرادعي في مناطق عشوائية؟
ـ نزلت الى العشوائيات عندما كنت رئيسا لهيئة الطاقة الذرية، ونزلت الى الحسين والفيوم.
ـ لكنهم يقول انها مناطق سياحية ولا تعبر عن الشعب الحقيقي؟
ـ لقد ذهبت الى مصر القديمة والفيوم يوم الجمعة، وعندما ذهبت الى المنصورة رايت الناس الحقيقيين.
ـ متى ستقود مظاهرة؟
ـ عندما تحدث المظاهرة تأثيرا فالمظاهرة تعبر عن حالة غضب موجودة لكنها لا تزيد عن 100 شخص، فعندما ترى مظاهرات في دول اخرى لاغراض سياسية ترى عشرات الالاف، ومئات الالاف ودائما لا بد ان افرق بين الوسيلة والنتيجة، ليس الغرض احداث صوت وانما النتيجة من العمل، فاذا كان الشعب مستعدا للمشاركة فلا يجب ان يعتقد ان التغيير سيتم على يد شخص واحد، فاين الفئات والمثقفون ولماذا لم ينضموا الى جمعية التغيير، مازال حاجز الخوف موجودا، وهناك الاف المحامين وغيرهم.
ـ اذن لماذا التطلع الى شخص البرادعي؟
ـ يعتقدون انه شخص يكلمهم بمصداقية، ويتحدث عن المشاكل التي تواجههم وان اصلاح حالهم لن يكون بضمادات للجراح، وانما عملية جراحية كاملة تنقلنا الى ان يكون الشعب هو السيد والقائد، وان يعمل النظام لصالح الشعب ويستطيع الشعب ان يغيره فعندما نعيش 30 سنة في نظام طوارئ وفي ظل رئيس واحد لا تستطيع ان تقول اننا نعيش في نظام ديموقراطي، هذا لا يحدث لا يحدث في اي بلد في العالم عندما ذكر ان الطوارئ ستطبق على حالات الارهاب والمخدرات، .. بعدها باسبوع تم القبض على 8 اشخاص شباب يوقعون على بيان التغيير في دمنهور باسلوب سلمي، وتم القبض على شاب اسمه طارق خضر لا يستطيع احد ان يعرف عنه شيئا منذ شهرين ولا يستطيع اي محام ان يتصل به، فهناك فرق بين الاقوال والافعال فاذا كان النظام يخاف من مطالبة الشعب بالتغيير ويكون حله امنيا فان العواقب ستكون غير محمودة، ودائما امل ان يتفهم النظام اهمية التغيير السلمي وضرورته، لانه مسالة وقت، فلنا عقود لم نمارس الديموقراطية، فمن ناحية هناك نظام يغلق الباب على التغيير السلمي ونعمل في اطار جبهة شعبية تواجه صعوبات وفي نفس الوقت الشعب يرحب بعملية التغيير في كل مكان اذهب اليه ارى ذلك، لكن لا بد ان يشارك ولا يقف في موقف المتفرج وامل ان يشارك وقد يأخذ هذا بعض الوقت، لكن الامل في الشباب فهو متحمس ومتطوع ويعمل في كل مكان فالمسألة مسألة وقت والتغيير يتوقف على سرعة استجابة الشعب.

التوتر الطائفي

ـ كيف ترى علاقة المسلمين بالاقباط؟
ـ هناك بالطبع علاقة متوترة، فعندما ذهبت الى الكاتدرائية القبطية في عيد القيامة، كان هناك كثير من الاقباط الذين تقدموا الي بالشكاوى.
ـ شكاوى تتعلق بحرية العقيدة؟
ـ بأنهم غير ممثلين بالتمثيل الذي لا يتناسب مع عددهم في المجتمع سواء في المجالس النيابية، والوظائف المرموقة.
ـ هل انت مع التمثيل بقانون يمنحهم عددا من الممثلين ام بالترشح الطبيعي؟
- الشخص يترشح ولا ينجح، ففي الوضع الحالي السياسي لكي تستطيع ان تمثل الاقباط والعمال والفلاحين والنساء لا بد ان يكون هناك اطار سياسي في رايي يقوم على اطار القائمة النسبية، بحيث ان يتقدم الحزب بقائمة تحتوي على عدد من الفئات.
ـ اذن انت ضد الترشح الفردي؟
ـ الترشح الفردي للاسف في مجتمعنا يحرم الكثير من تمثيل يتناسب مع مصالحهم وعددهم، فالنساء مثلا عددهن في مجلس الشعب لا يتفق مع كونهم 50 ' من الشعب.
ـ وما رأيك في نظام الكوتة؟
ـ هذا نظام اصطناعي، فهم يقولون أن هناك 64 مقعد سيتم تخصيصها للمراة في مجلس الشعب المقبل.
ـ اليس تشجيعا لها؟
ـ لا هي عملية اصطناعية مثل التعيين، وفي رأيي لتحل المشكلة اعمل نظام القائمة النسبية ويقوم الحزب بتقديم 50 او 60 او 70 سيدة مثلا، فالعمال والفلاحون ذكروا لي ان كثيرا منهم لا يؤيد الخمسين في المائة اي الكوتة، لكن كان ذلك وقتها، وانا اتفهمه لانه ما لم يكن ينجح بدون الكوتة، اما في الوقت الحالي فانه لا يستطيع ان يكسب دائرة انتخابية، بسبب الناحية المالية لكن في الوقت الحالي من يملك المال يملك الحق في القرار، وذكروا انه اذا كان هناك احزابا قوية تمول ترشيحهم، ويكونون جزءا من هذه القائمة فانهم لا يريدون كوتة ويريدون ان يكونوا جزءا من الشعب المصري، وكل هذه تراكمات وتشوهات تكونت على مدار السنين والاقباط كذلك جزء من الشعب المصري لهم الحق في بناء الكنائس بدون قيود.
ـ بالتناسب مع عددهم؟
ـ لا اعتقد ان اي بيت من بيوت الله يكون بالتناسب مع عددهم.
ـ لكن المسلمين اكثر وقد تكون هناك استفزازات؟
ـ المسلم له الحق والمسيحي كذلك ويجب ان ننظر اننا في نهاية الامر مصريون، ولا يجب ان ننظر اننا مسلمون او قبطيون.
ـ كيف تنظر الى الدور السياسي للكنيسة؟
ـ لا يجب ان يكون لها دور، وكذلك المسجد، كل شخص يمارس عقيدته، اما السياسة فمسألة اخرى، فعندما رايت قضية الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة قال شيخ الازهر (الراحل) هذا فرض واجب لحماية مصر وبينما شيخ اخر وهو يوسف القرضاوي حرم بناءه، انت كمسلم كيف تنظر الى هذا؟ فهناك اشياء يجب ان لا يدخل الدين بها.
ـ بغض النظر عن الفتاوى، فالكنيسة ترفض قرارات قانونية مثل الزواج الثاني للمسيحي المطلق على سبيل المثال؟
ـ الكنيسة لا يجب ان يكون لها دور سياسي مثل المسجد فكل هذه تشوهات لا يجب ان نخلط الدين بها، ما دام هناك قانون نتركها للمحاكم فكل هذه التوترات لم تكن موجودة في مصر، ونشأت عن عدم وجود نظام سياسي يعتقد فيه كل مصري انه له نفس الحقوق والواجبات وله ممثل، فعندما تتكلم عن الاقباط، تكلم عن العمال أليس لهم الحق في تكوين نقابات مستقلة، والمرأة التي ليس لها تمثيل، وكذلك المهندسين الذين تحت الحراسة القضائية منذ 15 عاما، وكل يوم اسمع الكثير من الشكاوى وهي عبارة عن احساس المواطن بعدم وجود نظام سياسي يكفل له حقوقه التي تقوم على المساواة.
ـ كيف تنظر الى اقباط المهجر؟
ـ ليس لدي صله بهم وكثير منهم مصريون، فاذا كانت لديهم حقوق ليطالبوا بها؟
ـ لكنهم يمارسون تحريضا ضد الدولة؟
ـ لا اعلم عن نشاطهم الكثير، ومن حقهم المطالبة بالتغيير واذا كانت حقوقهم مغبونة فمن حقهم المطالبة بها، فالقبطي في ذلك مثل المسلم وانا لا افرق بين اي شخص عامل مثقف، يجد ان حقوقه لم ياخذها فيجب ان يكون هناك اطار قانوني يسمح له باخذها.
ـ هناك تخوف لدى القنوات السلفية ومن يطلق عليهم بالاسلاميين منك، ويعارضون ترشيحك لانك كما يقولون 'غربي' ولا يعرفون موقفك من المادة الثانية من الدستور والتي تنص على ان الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع؟
ـ هذا عبث فهل انتم كجريدة وتعملون في لندن، هل معنى هذا ان رئيس التحرير غربي؟
ـ هل الدولة تستخدم السلفيين لتخويف الناس من البرادعي؟
ـ هناك الكثير من التدني الخلقي الذي ذكرته لم اجد اي متحدث باسم النظام يذكر لي لماذا المصريون في الخارج على سبيل المثال ليس لهم حق الانتخاب كما يوجد في العالم كله لماذا لا يكون عندنا مراقبون دوليون كما نبعث، لماذا لا يجب ان يوجد اشراف قضائي على الانتخابات، ما يحدث هو تدن خلقي ويقوم على شخصي بدءا من انني اعمل مع ايران وامريكا في نفس الوقت وهذا من جانب كتاب الحكومة، وفي موضوع السلفيين، هناك الكثير اعترض على انني اؤيد حق الاخوان في تشكيل حزب، وعلى الجانب الاخر يذكرون انني ضد الاسلام، ويذكرون انني ايدت انشاء معابد ماسونية.

المهاترات غير الاخلاقية

ـ هل طالبت بالاعتراف بالبهائية مثلما روجت مواقع قبطبة؟
ـ هناك الكثير من المهاترات غير الاخلاقية فلن ارد على اي واحد منهم بدءا من رؤساء تحرير الحكومة الى القنوات السلفية وفي النهاية لن يصح الا الصحيح وكما رايت ان كل هذا ارتد عليهم.
ـ لكن هناك اقباطا قالوا انك طالبت بالاعتراف بالبهائية؟
ـ هذا كذب لم اتحدث في هذه الموضوعات واذا كنت في يوم من الايام مرشحا ساطرح رؤيتي وساترك للشعب ان يقرر ما يود ان يراه، فانا لم اتكلم في كل هذه المسائل وانما تكلمت في مسالة واحدة فقط وهي المدخل لبناء مصر المستقبل وان يكون لنا نظام ديموقراطي وفي هذا يتفق اقصى اليسار مع اقصى اليمين.
ـ لكنك لم تعلن موقفك من المادة الثانية من الدستور؟
ـ لست مرشحا لكن مصر دولة اسلامية وغالبية مجتمعها مسلمون ولها قيم اسلامية والمصدر الرئيسي للتشريع هو الشريعة الاسلامية بمعناها الواسع الرحب.
ـ اذن هل انت مع ازالة هذا المادة ام بقائها؟
ـ لم اذكر في اي يوم انني مع ازالة هذه المادة لكنني في نهاية المطاف عندما اكون مرشحا ساذكر موقفي، وهو ان كل شخص يجب ان يمارس عقيدته بحرية وكل شخص له نفس الحقوق والواجبات فكون المسلمين 90 ' فمن حقهم ان يكون هناك احترام لراي الاغلبية ولقيم مصر الاسلامية، فانا لم اذكر في اي يوم انني اطالب بالغائها، لكن كل شخص من حقه ان يطالب بما يراه وان يعارض، والشعب في نهاية المطاف هو الذي يقرر القيم التي نعيش في اطارها وهي الدستور وكذلك طريقة الحكم، وهو الذي يقرر ان تكون هناك احزاب اسلامية ام لا بدءا من الاخوان المسلمين، والى الاحزاب اليسارية.
ـ معنى هذا انك لا ترفض حزبا على اساس ديني؟
ـ ولدي مشكلة ان يكون الحزب على اساس ديني، لانه يفرق، لكن هناك فرقا بين حزب على مرجعية دينية واخر على اساس ديني، لان الحزب يجب ان يكون مفتوحا على الجميع مثل الاخوان، يقولون انهم يفكرون بحزب ومستعدون ان يعملوا في دولة مدنية لكن لهم مرجعية دينية، فليس لدي مشكلة طالما يحترم قيم الدستور هناك احزاب في الغرب لها مرجعيات دينية وانما مفتوحة لكافة الناس فالمرجعية الدينية هي القيم السماوية والدينية، ولا بد ان تكون الدولة مدنية، فعندما يكون هناك دستور وقانون يجب ان تحترم الدستور والقانون فكون الشريعة هي المصدر الرئيسي فهذا امر موجود فعلا، وعندما يكون هناك قانون في النهاية يجب تطبيقه.
ـ هل يجب خصخصة وسائل الاعلام؟
ـ بالطبع يجب ان تكون مستقلة وليس فقط خصخصتها فهناك الكثير من اجهزة الاعلام الخاصة ولكنها لا تتمتع بالاستقلالية وتتدخل اجهزة الامن في عملها وهناك وكالات تلفزيون طلب منها الا اظهر عليها، وكان هناك برنامج طلب مني ان اظهر وفي النهاية طلبوا من المعد ان يلغي البرنامج، وبهذا لا تستطيع ان تكون محطة مستقلة فالمحطة قد تكون مملوكة للحكومة مثل البي بي سي ومثل فرنسا.
ـ ايهما افضل؟
ـ اهم شيء ان يكون الاعلام مستقلا، يظهر للشعب الحقيقة ويقيم للشعب اداء السلطات المختلفة ويجعل لديه المعرفة لياخذ القرار الصحيح.
فالسلام الاجتماعي نفتقده في مصر والسبب وراءه غياب العدالة الاجتماعية.
ـ قلت في وقت سابق ان القضاء يشوبه عدم الاستقلالية؟
- لا بد ان يكون له استقلالية، فالقضاء يجب ان يكون مستقلا بالكامل من تعيين وترقية ولا يجب ان يكون للسلطة التنفيذية دور فيه او وزير العدل سواء بتمويله او تعييناته، فالقضاء حماية الضعيف، ففي كل مجتمع هناك اغلببية واقلية وشخص يعتدي عليه فالقاضي هو الملجأ الاخير فعندما تتكلم عن المسلمين والاقباط فنحن الى حد كبير فقدنا انتماءنا للدولة، فكنت الاول تتكلم وتقول انا مصري، اما الان فتقول انا مسلم او قبطي، فعندما ارى الشباب الذي يهرب للخارج ويموت منه كثير، والمؤسف انه يحاول التكرار مرة اخرى، معنى هذا انه فقد الامل في الحياة وهذه رسالة مكتوبة على الجدران، لا بد ان تغير لان هذا الامر لا يمكن ان يتم، كما تعلم في العمل السياسي لم نحقق الكثير في مصر ولا اود ان اعمل بنفس الاسلوب الذي لا يؤدي الى نتيجة، لذلك اختلف الناس وقالوا انني لا اود ان اسير في هذ الطريق انما في النهاية كل واحد مطلوب منه ان يعمل بالطريقة التي يريدها وارحب باي شخص يؤيدني او يعطيني رايا مخالفا طالما عمل على الطريق، فعندما كنت في الحسين او المنصورة وجدت ترحيب الناس البسيطة، فلن استطيع مقابلة 80 مليونا وساحاول مقابلة اكبر قدر بالاضافة للاعلام الذي ينقل للناس صورة عن الشخص وانطباعاته وافكاره انما الفكرة التي تقولها بالقائد او المخلص لا بد ان تنتهي.
ـ لماذا لا تخلصنا من الوضع الراهن مؤقتا ثم تتركنا بعد ان نقف على الطريق؟
ـ هذا كلام في عقلنا في مصر والعالم العربي، ليس هناك مخلص، الشعب هو المخلص.

اسطول الحرية

ـ كيف تابعت العدوان على اسطول الحرية؟
ـ هذه جرائم ضد الانسانية ووضعت فيديو على موقعي وتعليقا، فحصار غزة وصمة في جبين كل عربي وكل مصري وكل انسان.
وللاسف كانت المعابر مغلقة لمدة طويلة ومن سته اشهر طالبت بفتح كل المعابر فاذا كان هناك مشاكل بالنسبة للامن القومي فلا بد من فتح المعابر لتوفير الحاجات الاساسية، للشعب الفلسطيني، وفتحت المعابر مؤخرا بعد العدوان فقط، وارحب بذلك وسالت نفسي لماذا لم نفتحها منذ عام او عامين، فمعنى اني فتحتها فانها لا تهدد الامن القومي، واستطيع ان انظمها، بما لا يهدد، واقترحت في وقت من الاوقات انشاء منطقة حرة توفر للفلسطينين حاجاتهم في رفح.
ـ كيف ستكون هذه المنطقة؟
ـ هذه تفاصيل ومصر كدولة تستطيع ان تحدد منطقة مثل كيلومتر واحد او اثنين يكون فيها الحق للفلسطينيين ان يحضروا ويشتروا قوتهم ونساعدهم في الحياة ليس كعرب فقط وانما كجزء من الاسرة الانسانية.
ـ هل هذا سبب تراجع دور مصر في المنطقة؟
ـ مصر قوتها ان تكون رائدة في العالم العربي لكنه حاليا في اسوأ اوضاعه ومنقسم على نفسه وكله في حروب، ومصر قوتها ان تكون القائد في منطقتها، فالعالم يعمل اليوم في تجمعات كبيرة مثل شرق اسيا واوروبا والتحالف الاطلسي، ولا يمكن ان تعمل لوحدك. وبالاطارالطبيعي العربي والاسلامي يمكن ان تكون مؤثرا في العالم ولا بد ان يعود مرة اخرى فاذا كنت تعمل بمفردك فالعالم لن يستمع اليك.

غياب دور مصر

ـ لماذا يغيب دور مصر؟
ـ لان العالم العربي غائب ومصر يجب ان تعمل ما تراه لتستعيد دور القيادة كما كانت منارة للحرية والقيادة والدفاع عن المصالح والحضارة، لانه لن يدافع احد عن مصالحنا، ولن تحل القضية الفلسطينية او مسالة غزة الا اذا كان لدينا استراتيجية لحل هذه المشكلة، وبالفعل وليس بالقول فالعالم سيستمر في الشجب والادانة لكن القضية منذ اكثر من خمسين عاما تصفى.
ـ ما رأيك في تصدير الغاز لاسرائيل؟
ـ هذه كلها تفصيلات، اود ان اذكر عندما تنظر الى السياسة الخارجية يجب ان تنظر بشكل متكامل ما هي مصالحك الاستراتيجية التي لا تتغير بزمن او مكان اي المبنية على الجغرافيا السياسية، يجب ان تحدد ما هي مصالحك القومية وما هي مصادر القوة، فاليوم القوة هي ما يطلق عليها القوة الناعمة مثل التكنولوجيا وما تصدره، وليس السلاح، كل هذه المشاكل ستنتهي عندما يكون العالم العربي في موقف الند، وليس المتلقي، فنحن نستورد كل شيء ولا نصدر، والعقول البشرية الكثير منها في الخارج فاين نحن في تكنولوجيا المعلومات والنانو.
ـ ما رايك في امتلاك مصر سلاحا نوويا؟
ـ لا مصر ولا غيرها، لان القنبلة تهدد اكثر مما تؤمن.
ـ لكن اسرائيل تمتلكه؟
ـ لا بد ان نعمل على ازالة هذا، وأحد الاخطاء الاستراتيجية التي حدثت، عندما انضمت الدول العربية كلها لاتفاقية منع السلاح النووي بدون ان نشترط ان تكون اسرائيل جزءا من هذه الاتفاقية، ونحن نعلم ان لديها سلاحا، وبعدها نشكو من ان اسرائيل لديها، فالسؤال لماذا انضممنا اصلا قبل ان تكون اسرائيل جزءا منها، فالحل ليس ان تكون لدينا دول نووية اخرى.
ـ لكننا سنبقى تحت التهديد؟
ـ العالم الان يعمل على انشاء عالم خال من السلاح النووي ولا بد ان يكون لدينا استراتيجية مبنية على الفعل وليس القول ونستطيع ان نستخدم ارصدتنا وهي ليست بالقليل، بمعنى مقومات القوة في ان نجبر العالم بمعاملة العرب بالمساواة.
ـ وكيف سنجبره ونحن لسنا اقوياء؟ فهم لا يستطيعون التعامل مع ايران؟
ـ يجب ان تبني نفسك اقتصاديا وترجع مرة اخرى للديموقراطية وتمكن الشعب من ان يكون حرا وتفجر الطاقة الخلاقة الموجودة في مصر والعالم العربي وعندما يكون لك سوق عربي اقتصادي، وان تكون رائدا في مجال علمي وصناعي ففي هذه الحالة العالم سينظر اليك بنظرة مختلفة تلقائيا فكما ذكرت ايران تعامل معاملة مختلفة لان لها الكثير من القوة في المنطقة ليس القوة العسكرية مثل التاثير والتاييد وترى ان ايران تعامل معاملة مختلفة ليس بموقف المتلقي وانما بموقف الند.
ـ اذا كانت ايران مهددة هل يمكن تبرير امتلاكها سلاحا نوويا؟
ـ ايران ذكرت انها لا تود امتلاكه وهي عضو في اتفاقية منع انتشار السلاح النووي وفي رايي لا بد ان نخلي العالم من السلاح النووي فكلما زادت الدول زاد احتمال استخدامه فالناس لا تعرف معناه فالسلاح النووي معناه الدمار للبشرية وليس هذا هو المستقبل الذي نامل ان نعيش من خلاله، لا نود ان نكرر اخطاء الماضي وانما نصلحها.
ـ اليست هذه افكارا استسلامية؟
ـ القنبلة النووية لن تستعمل، وان تقول استسلام هذا تفكير عاطفي حتى اذا كان لديك سلاح نووي فماذا ستفعل به، حل القضية الفلسطينية لن يكون باستخدام سلاح نووي.
ـ على الاقل يمكن ان نرفض؟
ـ وتستطيع ان ترفض الان ولا يمكن لاي عاقل ان يستخدم قنبلة نووية، حتى ولو كان يمتلك السلاح النووي فهذا السلاح كان مفروضا في اطار الحرب الباردة كسلاح ردع اذا كانت الدولة تهدد بالازالة، البرازيل ليس لديها وجنوب افريقيا وهي دول عظيمة وتطالب بمنع السلاح النووي ويجب ان نفكر تفكيرا عقلانيا وليس عاطفيا لان هذا جزء من مشاكلنا.
ـ هل تابعت ما حدث للمصريين المؤيدين لك في الكويت؟
ـ نعم وحزنت وتأثرت بما حدث لانهم عوقبوا عقابا قاسيا لا يتفق اطلاقا مع انهم لم ياخذوا تصريحا على عمل اجتماع سلمي، ولم يفعلوا شيئا حتى اذا كانوا خالفوا القانون الكويتي في كونهم لم ياخذوا تصريحا فلا يجب ان يكون العقاب بقطع موارد رزقهم، وساقابلهم قريبا، ولهذا لا بد ان نفهم ان حرية القول وابداء الراي هي مصدر قوة وليست مصدر تهديد فالاستقرار يقوم على حكومات منتخبة ومقبولة ولها مصداقية عند شعوبها.
ـ هل هذا تعاون بين ديكتاتوريات ام هناك موقف منك بسبب العراق؟
ـ لا اعتقد ان الكويت تأخذ مني موقفا فعلاقتي مع الكويت وغيرها عندما كنت اعمل هي علاقة ود وتعاون مع كافة الدول العربية، والكويت تعرضت للكثير من الانتقادات بسبب هذا الموقف وامل ان تعيد هؤلاء الشباب الى اعمالهم لانهم لم يرتكبوا على الاطلاق الجرم الذي يبرر اذا كانوا خالفوا، لا يجب ان تقطع سبل رزقهم فما حدث في الكويت او دمنهور او الاسكندرية كل هذا لا يؤدي الى الاستقرار بل المزيد من الغضب لدى الشعب، ويجعله يحس انه محروم من حقوقه الاساسية في التعبير والراي والعقيدة، وفي حقه ان يعيش حياة كريمة وكل هذا في المدى الطويل او القصير لا يخدم اي نظام، فالتغيير السلمي هو صمام الامان لمصر المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق